تجاوز عصرنا، بمتغيراته الأمية وبتقدميته الأممية، ونحن نحاول معه أن نتجاوز التحجر الفكري والاجتماعي، بما يمتلكه العصري من وعي كافٍ، إذ نعيش حياة مدنية حضارية نحاول أن نثبت عبرها قدرتنا على التكيف والتفاعل مع صور التطورات المحيطة بنا، حياة مفعمة المتغير الثقافي والمتجدد المعرفي، فالعلم والوعي والحضارة عناوين عريضة لكل ملتقى عام أو نخبوي؛ لأننا نريد أن نحمل كثيرا من جنائز الأفكار السقيمة إلى مثواها الأخير، ولعل الجيل الواعي الآن يدفعنا إلى أن ندرك حجم التعامل المثالي في الغالب بين أفراد المجتمع الكبير.
إنه الحوار الجدير بالديمومة، حوار يقوم على إنكار التقسيمات الجائرة والتمايز العنصري والفصل بين الأجناس، تلك الصور التي كانت تضع الناس في جبهات، وتوزعهم حسب الجهات (هذا من المكان الفلاني وذاك من الجهة الأخرى)، ولا فرق لدينا بين مدني وقروي وريفي وبلدي وحضري وبدوي، أصبحت المؤسسات التعليمية تضم الأشتات، والدوائر الحكومية تزامل بين الفئات، ولأن مجتمعنا المسلم يعي أن ذلك التمايز العنصري مدعاة للعمل غير الصحي وفهم مبتور لسيرورة الحياة، فإنه يعي أن تلك التقسيمات منطلق لزوال قصر عظيم من المثل والقيم والخلق الكريم، بل إن النظر إلى الإنسان من خلال هذا المنظور الفئوي لا يدل على تقدم الشعوب ولا إلى تمسكها بالمنهج الرباني القائم على المساواة والعدل الاجتماعي، نعم، نحن بحاجة إلى أن نعمل العاطفة والعقل معا، ولكن بتوجيههما توجيها سليما لا توجيها جاهليا ينحرف إلى إحياء عداوات تحسر المسافة بين الاختلاف والتخلف، وتئد الطموحات والخطى.
كل الديانات السماوية تنكر التمايز العرقي والعنصري، وتمقت التنافر النسبي، والانتماء إلى جذور اسمية، على حين ينظر إلى المرء فيها على أنه عرق طارئ ونسب حاضر وجذور فعلية.
فالفعل والسلوك والاعتقاد والرؤية هي معايير الإنسان الحقيقية، والواعي من بني جنسنا من ينمو معرفيا إلى أعلى، وعندما يلتفت تحته يجد خطاه قد محت كل شيء سوى العمل والمنجز والعطاء .
مجتمعنا محظوظ، إذ يحتضنه وطن يستفيء بالشريعة السمحة، ويستظل بالدين القويم، وطن تحفه الفضائل والمكرمات والمحبة والمودات، وطن يؤوي المكارم والقيم وينكر الرذائل والفتن، فلنعمل ليس كما يريده لنا أعداء أمتنا من فرقة وانقسامات، بل سنكون يدا واحدة بدم واحد وجوانح متآلفة تنطوي على قلوب رفيعة من النوايا والأحاسيس، ولكي تثمر الأعمال لا بد من أن نوجد مناخا نمنحه حقه من الاخضرار والإزهار.
مناخ قادر على لفظ العفن ودفن البعوض، مناخ يستوعب حقول الجمال، ويخلق جوا صالحا للعمل والعطاء.
سر نجاحنا في المرحلة القادمة بشكل أعمق هو أننا نسير باتجاه أصدق وأوضح من حدود أنظار أعدائنا الصادقين؛ لأننا نسير خلف تلك السهام التي طاشت عن ظهورنا ووجدناها أمامنا، لنحملها في أيدينا ونتوج رؤوسها بالشموع لنسير على هدى أجمل مما كان.
• تغريدة
الحب يجب ما قبله ... الحب يورق ويخضر حين تصفر السنين.
nrshdan@gmail.com
إنه الحوار الجدير بالديمومة، حوار يقوم على إنكار التقسيمات الجائرة والتمايز العنصري والفصل بين الأجناس، تلك الصور التي كانت تضع الناس في جبهات، وتوزعهم حسب الجهات (هذا من المكان الفلاني وذاك من الجهة الأخرى)، ولا فرق لدينا بين مدني وقروي وريفي وبلدي وحضري وبدوي، أصبحت المؤسسات التعليمية تضم الأشتات، والدوائر الحكومية تزامل بين الفئات، ولأن مجتمعنا المسلم يعي أن ذلك التمايز العنصري مدعاة للعمل غير الصحي وفهم مبتور لسيرورة الحياة، فإنه يعي أن تلك التقسيمات منطلق لزوال قصر عظيم من المثل والقيم والخلق الكريم، بل إن النظر إلى الإنسان من خلال هذا المنظور الفئوي لا يدل على تقدم الشعوب ولا إلى تمسكها بالمنهج الرباني القائم على المساواة والعدل الاجتماعي، نعم، نحن بحاجة إلى أن نعمل العاطفة والعقل معا، ولكن بتوجيههما توجيها سليما لا توجيها جاهليا ينحرف إلى إحياء عداوات تحسر المسافة بين الاختلاف والتخلف، وتئد الطموحات والخطى.
كل الديانات السماوية تنكر التمايز العرقي والعنصري، وتمقت التنافر النسبي، والانتماء إلى جذور اسمية، على حين ينظر إلى المرء فيها على أنه عرق طارئ ونسب حاضر وجذور فعلية.
فالفعل والسلوك والاعتقاد والرؤية هي معايير الإنسان الحقيقية، والواعي من بني جنسنا من ينمو معرفيا إلى أعلى، وعندما يلتفت تحته يجد خطاه قد محت كل شيء سوى العمل والمنجز والعطاء .
مجتمعنا محظوظ، إذ يحتضنه وطن يستفيء بالشريعة السمحة، ويستظل بالدين القويم، وطن تحفه الفضائل والمكرمات والمحبة والمودات، وطن يؤوي المكارم والقيم وينكر الرذائل والفتن، فلنعمل ليس كما يريده لنا أعداء أمتنا من فرقة وانقسامات، بل سنكون يدا واحدة بدم واحد وجوانح متآلفة تنطوي على قلوب رفيعة من النوايا والأحاسيس، ولكي تثمر الأعمال لا بد من أن نوجد مناخا نمنحه حقه من الاخضرار والإزهار.
مناخ قادر على لفظ العفن ودفن البعوض، مناخ يستوعب حقول الجمال، ويخلق جوا صالحا للعمل والعطاء.
سر نجاحنا في المرحلة القادمة بشكل أعمق هو أننا نسير باتجاه أصدق وأوضح من حدود أنظار أعدائنا الصادقين؛ لأننا نسير خلف تلك السهام التي طاشت عن ظهورنا ووجدناها أمامنا، لنحملها في أيدينا ونتوج رؤوسها بالشموع لنسير على هدى أجمل مما كان.
• تغريدة
الحب يجب ما قبله ... الحب يورق ويخضر حين تصفر السنين.
nrshdan@gmail.com